نقابتا التعليم تنفذان تحرّكًا احتجاجيًا يوم الخميس وتحذّران من عودة مدرسية «مرتبكة» — قراءة معمّقة
أعلنت نقابتا التعليم الثانوي والأساسي عن تنظيم تحرّك احتجاجي يوم الخميس، محذّرتين في بيان مشترك من أن استمرار تجاهل مطالب المربّين قد يؤدي إلى "عودة مدرسية مرتبكة" تؤثر سلبًا على انتظام العام الدراسي وسير الدروس. تأتي هذه الخطوة في سياق من التوتر النقابي الذي شهدته الساحة التربوية خلال الأشهر الماضية.
ماذا جاء في بيان النقابتين؟
في البيان المشترك، أكّدت النقابتان أن التحرّك يهدف إلى "استعادة الحقوق المادية والمهنية" للمعلمين والأساتذة، وطلبتا من الوزارة فتح قنوات تفاوض فورية لمعالجة الملفات العالقة. ورد فيه أيضاً إنذار بعدم استبعاد خطوات تصعيدية إن لم تُسجل تقدّمات ملموسة خلال الأيام المقبلة.
خلفيات المشكلة — لماذا هذا التصعيد الآن؟
يمكن تلخيص العوامل التي أدّت إلى هذه الخطوة النقابية في النقاط التالية:
- مطالب مالية لم تُستجب بالكامل: شكاوى بشأن تأخر صرف مستحقات أو عدم تسوية وضعيات مالية لفئات معيّنة من الإطار التربوي.
- غياب وضوح في جداول الإصلاح: تأخّر إصدار نصوص تنظيمية أو جداول زمنية واضحة لتنفيذ البنود المتفق عليها سابقًا.
- قضايا البنية التحتية والجاهزية: بعض المؤسسات ما تزال تعاني من نقائص قد تؤثر على انطلاق السنة الدراسية بصورة طبيعية.
- إحساس عام بالقصور في الحوار الاجتماعي: شعور النقابات بعدم وجود مشاركة حقيقية في صياغة قرارات تتعلق بالتعليم.
المطالب الأساسية المنشودة
- تسوية الوضعيات المالية المتخلّدة وإيجاد آلية واضحة لصرف المستحقات.
- الإسراع في إصدار النصوص الترتيبية المتعلقة بالترقيات والمنح وملف استثناءات الترقية إن وُجدت.
- إطلاق برنامج واضح لتحسين البنية التحتية قبل انطلاق الدخول المدرسي.
- حوار ثلاثي الأطراف يشمل ممثلين عن النقابات والوزارة والهيئات التعليمية لوضع روزنامة إصلاحية.
السيناريوهات المحتملة وتأثيرها
فيما يلي أبرز السيناريوهات المتوقعة خلال الأيام المقبلة وتأثير كل منها:
حوار سريع وتهدئة
وزارة التربية تدخل في تفاوض فوري وتعلن خطوات تنفيذ جزئية.
نتيجة محتملة: تراجع النقابات عن التصعيد، انتظام الدخول المدرسي مع إقامة مواعيد متابعة تنفيذ الالتزامات.
تصعيد محدود
إضرابات محلية أو تعطيلات يومية دون إغلاق شامل.
نتيجة محتملة: اضطراب جزئي يؤثر على سير الدروس في بعض المؤسسات ويستدعي تدخلات جهوية.
تصعيد واسع
تنفيذ خطوات ميدانية موسعة من قبل النقابات (إضرابات وطنية أو تعطيلات لمدة).
نتيجة محتملة: عودة مدرسية مضطربة قد تستدعي وساطة وطنية ولها انعكاسات تربوية واجتماعية واسعة.
موقف وزارة التربية (حتى تاريخ النشر)
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يتوافر رد رسمي مفصّل من وزارة التربية يوضح خطواتها للتعامل مع مطالب النقابات. وسنوافي القرّاء بأي تطور في حال صدور بلاغ رسمي أو إعلاني من الوزارة أو من اللجان الجهوية للتربية.
تجارب سابقة ودروس مستفادة
تجربة الأعوام السابقة تظهر أن الحوار المبكر والشفافي بين الوزارة والنقابات يقلّص فرص التصعيد ويضمن بداية سنة دراسية أكثر انتظامًا. كما أنّ آليات التنفيذ والمتابعة (لجان مشتركة، جداول زمنية واضحة، مواعيد صرف) هي عوامل أساسية لاحتواء الأزمة.
نصائح للأسر والتلاميذ
- تابعوا البلاغات الرسمية الصادرة عن مدرستكم والوزارة قبل التوجّه إلى المؤسسة.
- كونوا مستعدين لاحتمال تغيير مواعيد الانطلاق أو اعتماد جداول بديلة مؤقتة.
- احتفظوا بنسخ من استدعاءات التسجيل والوثائق الشخصية تحسبًا لأي تعديل إداري.
خلاصة وتوصيات
الوضع الراهن يتطلب حوارًا فوريًا ومسؤولًا من جميع الأطراف: الوزارة ملزمة بتقديم مقترحات عملية وجداول زمنية، والنقابات مدعوة إلى إبقاء القنوات مفتوحة وعدم تحويل الملف إلى مواجهات أمام التلاميذ. المجتمع المدني والآباء لهم دور في الضغط نحو حلول توافقية تضمن حقوق المدرّس دون المساس بمصلحة التلميذ.