تونس تستعد لإطلاق اختصاص جديد في طب الشيخوخة: خطوة استراتيجية لتعزيز الرعاية الصحية لكبار السن
في خطوة وُصفت بالتاريخية في مسار تطوير المنظومة الصحية، أعلن وزير الصحة الدكتور مصطفى الفرجاني يوم 25 أوت 2025 عن إحداث اختصاص جديد في طب الشيخوخة، وذلك إثر جلسة عمل احتضنها مقر الوزارة، بحضور عمادة الأطباء، والجمعية التونسية لطب المسنين، إلى جانب ثلة من الخبراء والفاعلين في المجال الصحي.
خلفية القرار
تأتي هذه المبادرة في وقت تشهد فيه تونس، على غرار عديد الدول، تحولات ديموغرافية كبرى أبرزها ارتفاع معدل أمل الحياة وتزايد نسبة المسنين ضمن التركيبة السكانية. هذه الفئة العمرية، التي تعاني في كثير من الأحيان من أمراض مزمنة ومتعددة، تحتاج إلى مقاربة طبية متخصصة وشاملة تأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الجسدية والنفسية والاجتماعية للمسن.
أبرز مخرجات الاجتماع
- 📚 إدراج طب الشيخوخة ضمن التخصصات الطبية التي تُدرّس في كليات الطب.
- ⚖️ تنقيح الفصل 341 من مجلة النظام الأساسي للأطباء بما يسمح بإضافة التخصص الجديد إلى القائمة الرسمية.
- 👩⚕️ وضع برنامج تكوين يمتد على خمس سنوات لفائدة الأطباء الشبان الراغبين في الالتحاق بهذا المجال.
- 🏛️ إحداث هيئة وطنية لطب الشيخوخة تُعنى بالإشراف على التكوين والبحث وضبط المعايير المهنية.
أهمية التخصص الجديد
إحداث هذا الاختصاص لا يُعتبر مجرد إضافة أكاديمية، بل يمثل تحولاً نوعياً في مقاربة تونس لملف الشيخوخة. فمن خلاله، سيتم:
- ضمان رعاية صحية متكاملة وشخصية لكبار السن.
- تعزيز التعاون بين مختلف التخصصات الطبية (القلب، الأعصاب، التغذية، العلاج الطبيعي...).
- التخفيف من الضغط على أقسام الاستعجالي وطب العائلة.
- تحسين جودة حياة كبار السن من خلال برامج وقائية وعلاجية أكثر دقة.
أبعاد استراتيجية
إطلاق اختصاص طب الشيخوخة يعكس أيضًا رؤية استشرافية للمنظومة الصحية التونسية، إذ أنه يتماشى مع التوجهات العالمية التي تعتبر هذا التخصص من الركائز الأساسية لمواجهة تحديات الشيخوخة. دول عديدة مثل فرنسا، كندا وألمانيا اعتمدت هذا الاختصاص منذ عقود، وحققت من خلاله نتائج ملموسة في تحسين جودة الخدمات الصحية لهذه الفئة.
نحو مستقبل أوفر صحة للمسنين
هذا القرار يُؤكد أن تونس بدأت تضع ملف الشيخوخة ضمن أولويات السياسات الصحية، في انسجام مع تطورات الواقع الاجتماعي والديموغرافي. ومع إرساء هذا التخصص الجديد، يتطلع المتابعون إلى أن يتم استكمال المشروع عبر تطوير البنية التحتية الصحية، وتوفير مراكز رعاية متخصصة، وتعزيز البحوث العلمية في هذا المجال.
✍️ في موقع tunisian-news.online، نعتبر أن هذا القرار يشكّل نقطة تحول محورية في رؤية تونس للقطاع الصحي. فمع تزايد أعداد كبار السن، لم يعد الاهتمام بهذه الفئة خيارًا بل ضرورة وطنية ملحّة. نجاح هذا المشروع لن يُقاس فقط بفتح أبواب جديدة أمام الأطباء الشبان، بل أيضًا بمدى انعكاسه المباشر على جودة حياة المسنين وكرامتهم.
